هناك نموذجان أساسيان تمحورت حولهما نظريات الذكاء الوجداني هما؛
نموذج (القدرة العقلية) الذي يركز على التفكير في المشاعر ومن أشهر رواده ماير وسالوفي وليندا الدر، ونموذج (النماذج المختلطة) والذي يركز بالإضافة للقدرة العقلية على مجموعة من السمات المتنوعة.
من أشهر رواده : بار- أون، وجولمان، وشابيرو.
نموذج القدرة العقلية Mental Ability
من أهم رواد هذا النموذج ( ماير وسالوفي Mayer ,J, Salovey ,P, 1990)
1- تطور النظرية الوجدانية عند كل من جون ماير.، وبيتر سالوفي:
كان جون ماير وبيتر سالوفي أول من استخدم مصطلح الذكاء الوجداني بمدلوله الأكاديمي، وقدما نظرياتهما في الذكاء الوجداني، معتمدان في نموذجهما على تفسيرات القدرات العقلية؛ في التكوين البشري تتميز الانفعالات بوصفها إحدى الفئات الأساسية للأجزاء الثلاثة من العقل (( المعرفة، الوجدان، الدافعية)). أما المكون المعرفي فيشتمل على الذاكرة، التبرير، الحكم المنطقي والتفكير التجريدي، أما مكون الوجدان فيشتمل على المشاعر، والمزاج، وشتى الحالات الانفعالية، بينما تتضمن مكون الدافعية محركات السلوك نحو بواعث فسيولوجية، أو أهداف اجتماعية، وطبقاً لهذه التقسيمات يرى ماير وسالوفي أن مصطلح الذكاء يأتي من
مصطلح ((الذكاء)) ومصطلح ((الوجدان))، على أساس التداخل القائم بينهما، بينما الدافعية جزء أساسي في الشخصية ومكون ثانوي يتجلى فيه الذكاء الوجداني، ويتضح التداخل الواضح بين الذكاء والوجدان من خلال الربط بين المزاج والتفكير، فالتفكير الجيد قد يخلق مزاجاً جيدا،ً والتفكير السيء قد يخلق مزاجاً سيئاَ ، وبذلك يكون مصطلح الذكاء الوجداني متوسطاً لتفاعل الأجزاء الثلاثة المكونة للعقل ومشيراً إلى تكامل النظام المعرفي الانفعالي، وفي الوقت الحاضر يزداد التأكيد على الأهمية النفسية للانفعال وتملكها وظائف مستقلة عن الاستعدادات المعرفية المحددة من قبل دارون (الذي أشار إلى وظيفتين مفيدتين للانفعال؛ الأولى : أن
الانفعال يقوي السلوك التكيفي، والثانية: أن الانفعال يرتقي إلى نظام مستقل، ومتصل يمنح فوائد البقاء للأنواع الكلية والمنظومات الفردية، وأن الانفعالات هي المصدر الأساسي للدافعية، حيث تثير وتقوي وتوجه الأعمال البشرية، وكذلك فأن الخبرات الانفعالية تزود الأفراد بمعلومات هامة عن بيئاتهم، ومواقفهم وهذه المعلومات تشكل أحكاماً للأفراد ولأفعالهم.
وهذا ما يؤكد دور الانفعالات في توجيه التفكير سواء بشكل سلبي أو بشكل إيجابي وهذا ما دفع بماير وسالوفي للنظر للانفعالات بكل أنواعها بوصفها مساهمة بشكل كامن في التفكير أكثر من أنها غير عقلانية، إن المُسلمة الأساسية في عمل ماير وسالوفي هي أن الأفراد يختلفون في مهارات الإدراك والفهم الانفعالي، واستخدام هذه المعلومات الانفعالية، وأن مستوى الفرد في الذكاء الوجداني يساهم في سعادته الفكرية، والانفعالية وفي نموه، كما أن قدرة الفرد على التكيف ومواجهة الحياة بنجاح تعتمد على التوظيف المتكامل
لقدراته الانفعالية، والعقلية، فالعقل دون وجدان يصبح عقيماً، والوجدان دون عقل يصبح أعمى.
2- الأسس النظرية للذكاء الوجداني عند ماير وسالوفي:
قام نموذج ماير وسالوفي على مجموعة من الافتراضات نوجزها على الشكل التالي:
أولاً: الذكاء الوجداني نتيجة منطقية لإنجازات العقل العلمي في ميدان الذكاء عامة: فقد استفاد هذا النموذج من التراكم العلمي في نقاط عديدة:
1-استفاد هذا النموذج من التطور العام لمفهوم الذكاء الوجداني في تاريخ أديبات البحث سواء في نظرية ثورانديك في الذكاء الاجتماعي، أو تعدد الذكاءات لجاردنر.
2-استفاد هذا النموذج من تقدم علم التشريح النيروبيولوجي، ودلالة العلاقة بين التفكير، والانفعال.
3-استفاد هذا النموذج من تقدم البحث العلمي في نظريات علم النفس التربوي فيمايلي:
أ- اعتمد في قياس الذكاء الوجداني على اتجاه تعدد العوامل
ب- اعتمد في تناوله لنمو الذكاء الوجداني على نظرية بياجيه في النمو والارتقاء
ج- استفاد من نموذج اتجاه المعلومات في التفسير الذهني لمعالجة المعلومات، باعتبار أن الذكاء الوجداني
في جوهر معالجة معلومات مشبعة بالانفعالات.
د- استفاد هذا النموذج من تقدم نظريات علم النفس في إمكانية تدخل التفكير في الانفعال.
ثانياً: عالمية معنى الانفعال. اعتمد هذا النموذج على قاعدة عالمية أساسية تؤكد عالمية معنى الانفعالات، وخصوصية التعيير الانفعالي طبقاً للمرجعية الثقافية السائدة؛ أما عالمية الانفعالات فهي مرتبطة بقاعدة عالمية المعنى، والذي أشار لها الباحثون منذ العصـر القديـــم فمثلاً يرتبط شعور الغضب بالشعور بالظلـــم، ويرتبط شعور الحزن بالشعور بالفقد.
ثالثاً: تصنيف الذكاء من حيث البرودة والحرارة صنف علماء المعلومات الذكاء إلى ضربـين أساسييـــن:
الذكــــاء البارد Cold Intelligence ويشتمـــل على (الذكاء المكاني- الذكاء اللفظي- معالجة المعلومات المنطقية) وهو تفكير موضوعي يخلو من أي مسحة ذاتية، أما الضرب الثاني فهو الذكاء الحار Hot Intelligence، ويشتمــــل على ( الذكــاء الاجتماعــي العملـي- الشخصـي- الوجداني- مهارات الإدراك
غير اللفظي- الموهبة الوجدانية)
رابعاً: العلاقة الديالكنيكية بين التفكير والانفعال، اعتمدت بحوث هذا النموذج على ما أقره علم النفس المعرفي في مجال التأكيد على العلاقة الجدلية بين التفكير والانفعال، وفكرة ما وراء المزاج، حيث قام كل من ماير وسالوفي بتطوير فكرة ما وراء المزاج (سمه- حاله)، (Meta Mood) على أساس وعي الفرد وانتباهـــه لما وراء المزاج ومدى محاولته تعديل الحالـــة المزاجيــــة.
خامساً: اعتمد هذا النموذج على اتجاه المعلومات في تفسيره لعمل الدماغ كبرنامج ذهني يقوم باستقبال المعلومات – مدخلات- ويقوم بمعالجة المعلومات- معالجة- ومن ثم يقوم بتخريج المعلومات- مخرجات.
المراجع
بارعة شبيب ، (2000) : فاعلية برنامج إثرائي لتعليم مهارات الذكاء الوجداني في تنمية مهارات التفكير
الإبداعي والمهارات الاجتماعية والتحصيل الدراسي لدى عينة من الطلبة المتفوقين تحصيلاً في الصف
الحادي عشر الثانوي (دراسة تجريبية في مدارس المتفوقين في مدينة دمشق) بحــث مقــدم للحصول على
درجة الدكتورة في التربيـة
1-Mayer ,J, Salovey, P, & Caruso, (2000): Models of Emotional Intelligence, (In)
Sternberg: Handbook of Intelligence. Cambridge VK : Cambridge University.
2-Mayer, J, Salovey,P, & Caruso, D, (2000©): Emotional intelligence as Zeitgeist,
as Personality, and as Mental Ability. In R. Bar- On & J.D.A.Parker (Eds)
Handbook of emotional Intelligence.San Francisco: Jossey- Bass, Awiley
Company. (p p .92-117)
3- Burns D D. (1991): Feeling Good, William Morrow, New York
– Mayer, J, et al, (2000): “Emotional Intelligence meets Traditional Standards for
an Intelligenc4
Journal of Intelligence. Vol 42(4) P 267-298.
5- Mayer, J, Salovey,P, & Caruso, D, (2000©): Emotional intelligence as
Zeitgeist, as Personality, and as Mental Ability. In R. Bar- On & J.D.A.Parker
(Eds) Handbook of emotional Intelligence.San Francisco: Jossey- Bass, Awiley
Company. (p p .92-117).
Comments